السبت، 10 سبتمبر 2016

لا بديل عن الادماج

السلام عليكم ومرحبا بكم زوارنا ومتتبعينا الكرام في موقع الأساتذة و نقدم لكم اليوم هذا الموضوع المعنون ب:
لا بديل عن الادماج



ربما سمع الكثيرون كلام الصمدي على برنامج مواطن اليوم بقناة ميدي 1 بأنه على يقين تام بأن خريجي البرنامج الحكومي لتكوين 10000 اطار تربوي سيجدون طريقهم الى سوق الشغل في القريب العاجل وقد عزز كلامه هذا بالإجراءات المواكبة لتسهيل اندماجهم في سوق الشغل ومن بينها المذكرة التي اصدرتها سابقا وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتي تقضي بمنع جميع أساتذة التعليم العمومي من الإشتغال بالقطاع الخاص وذلك ابتداء من الدخول المدرسي 2017-2018 بغية اتاحة الفرصة أمامهم لولوج سوق الشغل.
وهذا الطرح غير ممكن بالمطلق لعدة اعتبارات. فأولا يجب التذكير بأن الاساتذة الذين استفادوا من التقاعد النسبي والذين وصفت أعدادهم بأنها قياسية وتاريخية هذه السنة والتي تقارب 15000 مستفيد حسب منابر اعلامية، قد أقدموا على هذه الخطوة بالضبط بعد صدور المذكرة التي برر بها الصمدي كلامه لكون العدد الأكبر منهم يشتغلون بالقطاع الخاص بالموازاة مع عملهم بالقطاع العام ولهم رغبة بالاستمرار في العمل بالمدارس الخاصة وتفظيلهم اياها على الاشتغال بالتعليم في القطاع العام الذي أصبح يتسم بالاكتضاض المهول والذي ترتفع أرقامه عاما بعد آخر حيث تسجل كل عام ارقام توصف بالقياسية في الاكتضاض ناهيك عن ظروف الاشتغال الرديئة. مما يعني بالقول الواحد أن هذه المذكرة لن تعمل عملها ما دام أن المحالين على التقاعد النسبي سيتمكنون من الاستمرار بالاشتغال بالمدارس الخصوصية ويفوتون الفرصة على خريجي البرنامج الحكومي من النجاة من جحيم البطالة الذي يعيشون فيه. 
بالاضافة لهذا الاعتبار فإن المدارس الخصوصية ترفض من الاساس تشغيل خريجي البرنامج الحكومي وسيزداد موقفها اصرارا على هذا الامر بعد أن وصف الصمدي خريجي البرنامج الحكومي بأنهم ليسوا أساتذة وانما هم مجازين فقط، لكون المدارس الخصوصية لن تقبل ان تشغل الا من هو استاذ ومؤهل.
وهذا كله يعني شيئا واحدا فقط هو أنه بدلا من أن يسعى المسؤولون عن هذا البرنامج الحكومي الى انجاحه فهم يستمرون في افشاله بسبب تصرفات وتصريحات غير محسوبة يهدفون من خلالها الى ايهام الجميع بان الملف في طريقه للحل بينما هم يستمرون فقط في إطالة أمد شبح البطالة على خريجي البرنامج الحكومي و في تجاهل المطالب العادلة لهم والاكتفاء بالصمت والتفرج على مأساة حقيقية يعيشونها يوميا ويرفضون فتح أي باب للحوار معهم.
كما أنه يعني أن الحل الوحيد والواقعي حاليا هو الادماج وما دون ذلك فهو عبث في عبث بل هو قمة العبث، وذلك لانقاذ ما يمكن انقاذه في هذا البرنامج الذي رحب به الجميع منذ انطلاقته حتى اليوم لأنه بالفعل يعتبر خطوة ومبادرة هامة ومستحسنة، لكن النتائج المنتظرة منه بخصوص التشغيل قد جعلت منه ملفا يستلزم قرارا شجاعا بادماج خريجيه لارجاعه الى سكته الصحيحة.