السلام عليكم ومرحبا بكم ونتمنى أن تكونوا بصحة وعافية، نواصل معكم قراءنا ومتتبعينا الأفاضل مع مواضيعنا الحصرية على موقع الأساتذة Alasatida ويسعدنا أن نقدم لكم هذه المرة هذا الموضوع المتميز تحت عنوان:
المرجعيات النظرية للمقاربة بالكفايات

المرجعيات النظرية للمقاربة بالكفايات

موقع الأساتذة - بتاريخ 03/10/2016 | يمنع منعا باتا نقل هذا الموضوع أو نسخه وبأي شكل من الأشكال دون ذكر المصدر ووضع رابط الى الموضوع الأصلي وذلك بعد أخذ إذن مسبق.َ
يستمد التدريس بالكفايات مرجعيته النظرية من علوم ونظريات، ندرج بعضها كالتالي :
1- علم النفس الفارقي :
تستند المقاربة بالكفايات إلى نتائج علم النفس الفارقي التي مؤداها أن الأفراد لا يتشابهون أبدا، حتى ولو توفروا بيولوجيا على الرصيد الوراثي نفسه، كما هو الحال بالنسبة للتوائم المتطابقة، فهناك دائما فوارق بينهم. إن مجرد حدث وحيد عابر قد يغير مجرى حياة الفرد، فما بالنا إذا علمنا أن الأفراد يمرون بتجارب وخبرات لا حصر لها، لابد أن يكون لها أثر على شخصياتهم. تبعا لهذا، فإن لكل متعلم(ة) خبرته وتجربته الخاصة واستراتيجيته الخاصة في التعلم. وهذا كان سببا في ظهور اتجاه بيداغوجي يقوم على تفريد التعلمات تبعا لحاجات واستراتيجية كل فرد.
2- نظرية الذكاءات المتعددة :
توصلت الأبحاث الحديثة إلى توفر الأفراد على ذكاءات متعددة، نذكر منها : الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي - الرياضي، الذكاء الحسحركي، الذكاء البيشخصي، الذكاء الموسيقي، الذكاء الطبيعي، الذكاء الفضائي (المكاني)، الذكاء الباطني- الذاتي والذكاء الوجودي. وهذه الذكاءات لم تكشف عنها فقط الاختبارات التي تقيس تجلياتها في الإنجازات، بل أكثر من ذلك، أثبتتها الدراسات العصبية والعقلية والبيولوجية والتشريحية للدماغ.
لقد دأبت مختلف الأنظمة التربوية على إيلاء الذكاء اللغوي والذكاء المنطقي–الرياضي أهمية بالغة مقارنة مع الذكاءات الأخرى؛ في حين أن المطلوب هو الاهتمام بمختلف الذكاءات نظرا لحاجة المجتمعات إليها جميعها. ونظرا لأن بعض الأفراد لهم استعدادات في ذكاءات دون أخرى، فينبغي احترام هذه الاستعدادات، دون الإضرار بالتنوع والتكامل المطلوب لتشكيل شخصية متوازنة ومتكاملة.
3- نظريات علوم التربية :
يستمد مدخل الكفايات مرجعيته، على مستوى علوم التربية، من مجموعة من النظريات التربوية كالنظرية البنائية والمعرفية والسوسيو- بنائية. وقد تم تبني هذه النظريات خاصة بعدما تبين للباحثين في هذا المجال محدودية الاتجاه السلوكي الكلاسيكي الذي يجزئ فعل التعلم إلى عناصر دقيقة تفتقد إلى المعنى، ولا تأخذ بعين الاعتبار العلاقات بين العناصر والتنمية الشمولية لشخصية المتعلم والسياق السوسيو- ثقافي الذي يتم فيه التعلم.
وهذه أمثلة لبعض نظرات التعلم:
- النظرية البنائية :
تقوم على مبدإ أن التعلم فعل نشيط، وأن بناء المعارف يتم استنادا إلى المعارف السابقة (خبرات وتمثلات). فالمتعلم(ة)، محور العملية التعليمية–التعلمية، يبني المعرفة اعتمادا على ذاته فقط؛ يلاحظ، ينتقي، يصيغ فرضيات، يحلل ويتخذ قرارات، ينظم ويستنتج ويدمج تعلماته الجديدة في بنيته المعرفية أو الذهنية الداخلية. كما أن سيرورة تعلمه تمر بصراع بين المكتسبات السابقة والتعلمات اللاحقة (التناوب بين التوازن واللاتوازن).
- النظرية المعرفية :
تنظر هذه النظرية للتعلم من زاوية السياقات المعرفية الداخلية للمتعلم، وتعطي أهمية خاصة لمصادر المعرفة واستراتيجيات التعلم (معالجة المعلومات والفهم والتخزين في الذاكرة والاكتساب وتوظيف المعارف). فوعي المتعلم(ة) بما اكتسبه من معرفة، وبطريقة اكتسابها، يزيد من نشاطه الميتامعرفي لتطوير جودة التعلمات.
- النظرية السوسيو- بنائية :
التي تعتبر أن المعارف تبنى اجتماعيا من لدن المتعلم(ة) ولفائدته؛ فهو يبني معارفه بكيفية نشيطة ومتدرجة، من خلال سياق قائم على التفاوض والتفاعل وإعطاء المعنى. كما ترى هذه النظرية بأن المتعلم(ة) لا يطور كفاياته إلا بمقارنة إنجازاته بإنجازات غيره، أي في إطار التفاعل مع الجماعة أو الأقران والمحيط العام.
وجدير بالذكر على أنه بالاضافة لهذه المرجعيات النظرية، فللمقاربة بالكفايات مرجعيات بيداغوجية وهي ما سيتم تبسيطه في الموضوع القادم بحول الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا تفاعلكم معنا بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر تعليقكم:
1- أن يكون التعليق خاص بمحتوى الموضوع؛
2- أن لا تضع أي روابط خارجية أو اشهارا لجهة معينة؛
3- لأي سؤال أو تعليق خارج محتوى التدوينة يرجى استخدام ركن التواصل الخاص بنا.